كنت أجلس على شاطئ البحر .. فى حالة تأمل ..
أطالع كتاباً رائعاً به الكثير من الحكايا المسلية و الممتعة ..
فوجدت نفسى أطلق العنان لخيالى .. لأجدنى قد ذهبت إلى مكان بعيــــد .. به شاطئ أيضاً !
و لكنه شاطئ مزدحم ..
مازلت أطالع كتابى فى سكون ..
لم أشعر بإقترابه منى ..
لم أشعر بأنه جلس على مقربة منى يتطلع إلى !
رفعت رأسى قليلاً لأعدل من وضع نظارتى ..
لأجده مبتسماً لى .. تلك الإبتسامة التى لم أنسها يوماً !
كانت مليئة بالأمل و الإشراق : ) و ربما بعض الإعجاب !!
لم أستطع أن أبتسم له بدورى ..
فاحمرت وجنتاى .. و شعرت بالخجل الشديد ..
لم تمر لحظات إلا و قد عدت لمطالعة كتابى فى محاولة مستميتة لإخفاء سعادتى !
ربما كنت مصابة وقتها بضرب من الجنون !!
حقيقة لا أدرى لم كنت سعيدة !
مرت اللحظات سريعاً .. و كلما رفعت رأسى لأرى شيئاً .. أجده مبتسماً لى !
و فى كل مرة لا يمكننى مبادلته الإبتسام .. فقط كنت أكتفى بحمرة وجنتاى من الخجل !
أنهيت قراءة كتابى سريعاً و سرت فى طريقة العودة إلى المنزل ..
فوجدت أبى فى إنتظارى ..
سرنا معاً بضع خطوات بإتجاه الشاطئ ..
ذهلت تماماً عندما رأيت الفتى - الذى كان يجاورنى فى الشاطى - قادماً نحوى ..
يمشى فى ثبات .. و الإبتسامة تعلو وجهه !
أخد يقترب
و يقترب
و يقترب
و كلما اقترب ازداد خفقان قلبى ..
اقترب أكثر .. صافح أبى !
قال له أبى : " إزيك يا محمود يا بنى و إزى والدك و والدتك ؟"
حينها فقط تذكرت !!!
مرت اللحظات و كأنها سنوات طوال ..
نعم .. تذكرته .. هو ذلك الفتى .. جارنا .. الذى سكن إلى جوارنا سبع سنوات هى أحلى سنوات الطفولة !
أتذكر ضحكاتنا .. لعبنا .. أذكر جيداً ذلك اليوم الذى تفوقت فيه عليه و حصلت على مجموع أكبر من مجموعه .. أذكر يوم توفيت جدته و اخذ يبكى على السلم .. و انا فقط التى استطاعت ان تجفف دموعه .. أذكر يوماً استيقظت فيه كعادتى و خرجت من شقتنا فى الموعد الذى ألعب فيه يومياً معه و لم أجده .. كان قد رحل للأبد ... !
و أخذت الذكريات تمر على و كأنى فقدت ذاكرتى ثم عادت لى حين رأيته !
خرجت من دائرة الذكريات تلك لأجد أبى يعرفنى عليه .. !
قال أبى :" سمية .. إنتى مش فاكرة محمود جارنا ؟"
و كان ردى متلعثماً مضطرباً فقلت :" إيه ؟ آه فاكراه طبعاً .. أهلاً و سهلاً :) "
ابتسم لى ابتسامة هاااااااااااادئة .. غيرت مجرى حياتى !
و قد كان !
أفقت على صوت طفلى الصغير "يس" الذى اخد يصيح فى سعادة : " ماما .. ماماااااا .. بابا عايزك"
فنهضت من مكانى سريعاً لأعدل من هندام نفسى ..
و عدت للمنزل .. لأجد زوجى فى إنتظارى ..
ابتسمت فى خجل لتأخرى و قلت له : " حمداً لله على سلامتك يا محمود : )) "
__
تمت بحمد الله