الأربعاء، 29 يوليو 2009

عانس فى السابعة عشرة من عمرها !

أخيراً و بعد إمتحانات و طول غياب .. رجعت ببلوة جديدة ..

ماحدش يحدفنى بطوبة بعد ما يقرا الموضوع مش ناقص ..

________


منذ قليل .. قرأت موضوعاً للزميلة "رشا عباده" الرائعة ..

تسرد فيه قصة من آلاف قصص الفتيات اللاتى تخطين الثلاثين دون زواج ..

ابتعدت بفكرى عن الضحك - و قد كانت قصتها ساخرة و رائعة تدعو للضحك -

و استغرقت فى التفكير فى كلمة العنوسة ..

لقب يهدد كل من تخطت الثلاثين - و أحياناً الخامسة و العشرين - و لم تتزوج بعد !

لا أدرى لم يربينا أهلونا على أهمية الزواج المبكر و خطورة العنوسة و العنوسة شبح يهدد كل البنات ؟؟ !

أذكر منذ أيام .. أقامت أمى حفلاً صغيراً لى بمناسبة اجتيازى المرحلة الثانوية بنجاح ..

صديقة لوالدتى .. عندما هنأتنى بنجاحى قالت لى : " مبروك النجاح و المرة الجاية نباركلك إن شاء الله على الجواز قبل البكالوريوس !"

أى زواج هذا الذى تتحدث عنه ؟!

أما تدرى هذه السيدة و غيرها كثيرات ممن هنأننى بنجاحى .. أنى لم أتخطَ عامى السابع عشر بعد !!

قلت لها : " ليس قبل عامين على الأقل .. لست ناضجة بما فيه الكفاية لأصبح زوجة و أماً .. أنا مازلت صغيرة "

ابتسمت و قالت : " آخرك برضه للجواز .. كل بنت مسيرها تتجوز فى يوم من الأيام .. يا بنتى الجواز تاج على رؤوس المتزوجات لا يراه إلا غير المتزوجات .. و أشارت لنفسها فى فخر!! "

علمت حينها أنه لا فائدة من النقاش .. و ابتسمت لها و غادرت هى سريعاً ..

مع إحترامى و حبى لها .. و علمى بأنها لا تريد إلا ان تنصحنى بما يفيدنى .. إلا أنى أنكرت عليها رأيها هذا و الذى تتفق معها فيه الكثير و الكثير من الأمهات و الجدات ..

و تعالوا معى اعرض لكم ما فى الأمر ..

ما زالت سنى صغيرة .. أمامى 4 أعوام من الدراسة .. لا أريد ان يشغلنى عنها شاغل حتى لو كان هذا الشاغل هو فتى الأحلام

أعلم أن من القراء الآن .. من يردد فى نفسه - بإمتعاض- .. : " ده مجرد كلام بتقوله .. بكرة هتغير رأيها أول ما يتقدملها عريس"

بالطبع سيتغير رأيى .. فأنا لازلت مراهقة .. و لمن لا يعلمون .. المراهقون يغيرون آراءهم ملايين المرات فى الدقيقة الواحدة ..

و هنا نأتى لمنحنى هام ..

و هو تغيير الرأى ..

كيف يا سادة .. أختار شريك عمرى فى وقت لا أستطيع فيه الثبات على رأى واحد !!

و من هنا أرانى غير ناضجة عقلياً أو فكرياً لكى أحدد الأسس التى أختار بناءً عليها رفيق العمر ..

أرى أيضاً أحد القراء توسوس به نقسه قائلة : " طب ما هى والدتك اتجوزت و هى فى سنك و عايشة حياتها زى الفل و ميت فل و أربعتاشر "

أرد عليه .. بأنى لا أجد غضاضة فيما يقول .. فهى - أكرمها الله- تعيش حياتها "ميت فل و تسعتاشر كمان" ..

لكن ذلك لأن أبى رجل عاقل .. رائع بمعنى الكلمة - أدامه الله لنا و أطال فى عمره- ..

و حين سألت أمى .. عن سبب إختيارها لأبى زوجاً رغم العشرات الذين تقدموا لخطبتها ..

أخبرتنى أنه كان الأوسم بينهم !!!!!!!!!!!!!!

هذا هو الأساس الذى اختارت أمى عليه أبى !! الوسامة .. و الوسامة فقط !!!!!!!!!

و الآن .. أمى تطلب منى أن أتعقل فى إختيار الشخص المناسب لى .. و تطلبنى بألا أغلب عواطفى ..

مع العلم بأن التفكير بالعواطف نجح معها !!

ننتقل لنقطة أخرى ..

اعلم تمام العلم أن الزواج رزق .. و هو شئ لا خلاف عليه ..

لكنى انظر لحالى و انظر لصديقاتى .. الذين يفوقوننى سناً و جمالاً و ثقافة و طيبة و ذكاءً و ......... و يفوقوننى فى الكثير من الأشياء ..

فأجد أن من بين كل عشرة منهم هناك ستة غير متزوجات ..

فأقول لنفسى .. هل من المعقول .. أن هؤلاء الجميلات ممن تخطين الخامسة و العشرين لم يتزوجن بعد و أنا الفذة التى ستتزوج قبل بلوغ العشرين !!!!!!!!

كما تقول شويكار : " شئ لا يسدكه عكل " !!

و أعيب كثيراً على الآباء و الأمهات .. الذين يربون بناتهم على : " إن البنت ملهاش غير جوزها و بيتها .. و أقصى حاجة تتمناها فى الحياة إنها تتجوز !! " ..

و بالتالى حينما لا تتحقق هذه الأمنية .. تصاب الفتيات بالإحباط و الإكتئاب و الفشل ,,


قصة واقعية :*

أذكر حين كنت طفلة .. سمعت قريبة لى كان عمرها فى ذلك الوقت ثمانية عشر عاماً تدعو فى صلاتها :" اللهم اكفنى شر العنوسة .. اللهم لا تجعلنى عانس !"

تخيلوا كانت تعتقد أنها عانس و هى لم تكمل عامها العشرين بعد !



*حقيقة علمية : هى للآن لم تتزوج و قد تخطت التاسعة والعشرين !!

_________


أعزائى القراء ,,

هذه ليست دعوة لرفض الزواج ..

بل هى دعوة للتروى و إعادة النظر فى مشكلة الزواج و تأخر سن الزواج ..

لى طلب اخير ..

علموا بناتكم .. أن يرضين بما قدره الله .. و ألا يحزن على شئ تمنينه و لم يحدث ..

لا تدفعوا بناتكم لإلقاء انفسهن فى الهاوية لمجرد الحصول على لقب " زوجة" ..

الذى سريعاً ما يحصلن بعده على لقب "مطلقة" !!..