الأحد، 28 ديسمبر 2008

أنتِ بقلبى

أمس ...

كان ممكناً ان يكون يوماً كباقى أيامى ...

لولا أنى سمعت إحداهن تتحدث مع اخرى عن غزة

لم أفهم من كلماتها سوى "أغيثوا غزة" ...

عدت إلى البيت ... فوجدته كما تركته ...

لم اجد ما يلفت انتباهى ...

فتحت حاسوبى ... ثم تفقدت بريدى الإلكترونى ...

اخذت أقرأ الرسائل واحدة تلو الأخرى ... على امل ان أصل لمبتغاى ...

فتحت موضوع صباح الخيريا كتكوت صباح الخيريا كتكوتة فوجدت به من يحتفل بزواجه و من يحتفل بيوم ميلاده ...

هممت ان أضع رداً ... حتى رأيت رداً لأحد الأعضاء يتحدث فيه أيضأ عن غزة

أدركت وقتها ان شيئاً ما يحدث ...

فتحت التلفاز ... قناة الجزيرة للأخبار ...

لا أذكر أنى رأيت شيئاً بعدها من فرط دموعى التى لم أستطع أن أوقفها ...

كان ينظر لى و كأنه يخاطبنى ... يكلمنى انا فقط من دون الناس جميعاً ...

يرفع يديه بعلامة النصر و ينطق الشهادتين ...

ثم تعود الروح إلى بارئها ...

لم تغب صورته عنى لحظة منذ أن رأيته ...

حينها فقط ادركت ما يحدث من حولى ...

شعرت بقشعريرة تسرى فى جسدى ...

و أحسست بالبرودة تتسرب إلى داخلى ...

ليست برودة الجو ... إنما هى برودة فى المشاعر ...

شعرت أنى وحدى ... لم اجد حولى من يهدئ روعى ...

انهمرت فى البكاء ...

حينها شعرت بذراعيها الصغيرين يضماننى فى حنان ...

طبعت قبلة حانية على جبهتى ثم قالت لى "متعيطيش يا إيمان إحنا غيرنا القناة اللى بتخليكى تعيطى"

تلك كانت اختى الصغيرة ... التى آمل يوماً أن تعرف حقاً ما الذى كان يبكينى ....

الاثنين، 1 ديسمبر 2008

و ما أكل البصارة بالتمنى ::: و لكنها بالنعناع و الفول تُطبخُ


من البداية كدة أنا بنبه ... اللى وراه حاجة يقوم يعملها ... اللى وراها غسيل او طبيخ تقوم تعمله ... اللى وراه مذاكرة يقوم يطفى الكمبيوتر أفيدله ...
اعملو حاجة مفيدة احسنلكم

____________________________

-1-
لأنى بنت غير مطيعة بالمرة ولا أحب الإستماع للنصائح و الأوامر التى من نوعية "اغسلى سنانك قبل ماتنامى .. ماتمشيش على الأرض حافية..... إلخ"

فجاء عصيانى هذا على دماغى لا .. بل على أسنانى ...

وقفت مساءً أتأمل أسنانى فوجدتها أصيبت بإصفرار فقررت ان "أفش" غللى فيها

أحضرت فرشاة الأسنان و رفيقها المعجون ... و دعكتها دعكاً شديداً يشبه "دعك الشغالة لأرضية الحمام بفرشة البلاط"

دعكتها بعصبية و بلا رحمة ... لأجد النتيجة بالنهاية كما هو مبين بالصورة أدناه

"بدون أسنان خالص"



____________________________________

-2-

فى يوم من الأيام كنت أتجول مع والداى فى احد المتاجر التجارية ذات الطابقين و بها مصعد

و عند مغادرتنا للمتجر قررنا ان نستقل الأسانسير و عند ركوبنا للمصعد وجدنا رجل و إمرأة بالداخل يبدو عليهما مظهر الجد و اعتقد فى البداية ان تلك المرأة غير مصرية ...

حياهما أبى عند دخولنا قائلاً : "السلام عليكم"
فرد عليه الرجل التحية ثم سألته السيدة التى بجواره :"?what did he say"
فجاء رده عليها موجزاً و موضحاً :"the Great"
ثم بدآ فى الحديث بالغة الإنجليزية ... حبنها تأكدت تماماً ان تلك السيدة غير مصرية
ثم وصل المصعد إلى الطابق السفلى و عندما هممنا بالخروج من المصعد سمعت السيدة تقول للسيد الذى كان معها(بلهجة مصرية واضحة) :"هو إحنا كدة فى الأرضى؟"
حينها رد أبى عليها بكل هدوء :"yes u are and u must know that there are alot of people can talk in ENGLISH better than u"

_____________________________________

-3-
فى يوم ميلادى الفائت فاجأتنى أمى بأنها سوف تحضر لى هدية
و كانت هذه هى المرة الأولى التى تشترى أمى لى فيها هدية فى يوم مولدى
لذا كانت سعادتى غامرة
أخذتنى أمى فى صباح يوم مولدى إلى متجر بيع الحلى الفضية لأنى افضل الفضة على غيره من المعادن
اخترت سلسلة فضية رقيقة على شكل دبور
فقام البائع بوزنها و حدد 74 جنيهاً ثمناً لها
حينها وجدت امى تقول: "74 جنيه بس... اختارى حاجة كمان"
حينها فهمت ما تريده أمى . فقلت لها ببراءة المراهقين :"لا انا مش عايزة حاجة تانى ... ممكن حضرتى تجيبى حاجة لنفسك"
و كأنها كانت تنتظر سماع هذه الجملة منى ... رأيت فى عينيها نظرة الرضيع الذى ارتوى من لبن أمه بعد جوع شديد
و غادرنا المتجر فى ذلك اليوم بعد ان اشترت أمى لنفسها سلسلة فضية بمائة جنيه

________________________________________

-4-
صارت لدى أبى عادة مريعة و هى أن يوقظنى كل صباح لكى أختار له ملابسه بعدما إكتشف فجأة أن ذوقى رفيع فى إختيار ملابس الرجال

ظل على هذه الحال عدة أيام ... و فى كل يوم أختار له ملابسه يقول لى :"تسلم إيديكى يا قمر !!" - الراجل ده بيعاكسنى ولا إيه -

و فى يوم طلبت منه ان اذهب معه إلى عمله .... و لكنه سبقنى فى الوصول إلى مقر الشركة التى يمتلكها ...

ثم دخلته بعده و لم يكن وجهى مألوفاً لدى الموظفين ...

عندما دخلت سمعت همهات بينهم كان اوضحها :"الراجل المدير ده إتجنن ولا إيه ... إيه القرف اللى بيلبسه كل يوم ده "

حينها أصبت بغضب شديد من سخرية هذه الموظف الحقير من ذوقى و من إختياراتى ...

فى اليوم التالى طلب منى أبى أختار له ملابسه كالعادة ... فرفضت و شرحت له ما حصل فى اليوم السابق

فكان رده رقيقاً ... و اخبرنى أنه لا بأس و أنه سوف يتصرف مع هذا الموظف بشكل لبق ...

اتصل أبى بزوجة الموظف ... و طلب منها ان تختار له ملابسه ... التى يذهب بها إلى العمل ...

و ان تخيره بين بقائها فى المنزل و بين إرتدائه لهذه الملابس ...

و شرح لها مابدر من زوجها ... فاعتذرت بالنيابة عنه ... و وافقت على تنفيذ الفكرة ...

عندما عاد أبى ذلك اليوم من العمل ... أقسم لى ان ذلك الموظف جاء إلى العمل بالبيجامة !!


_____________________________________

-5-

فى أول أيام عيد الفطر الماضى ... قضينا يومنا عند جدتى ...

و كل أفراد العائلة مجتمعون .... و كانوا يعرضون فيلم "أوقات فراغ " على قناة ميلودى ...

و لم اكن قد شاهدته بعد ... و كنت أعلم أن به بعض التجديد ...

فقررت متابعة احداثه مع كل افراد العائلة

فجأة دخلت امى عند المشهد االذى "......" و قالت :" إيه الفيلم اللى بتتفرجو عليه ده بلا قلة ادب " و قامت بإزالة الـــ"الفيشة"

بعدها بيوم واحد .... وجدتها تنادى على و على أخوتى أن أحضرو سريعاً لمشاهدة فيلم "حاحا و تفاحة" الذى تقوم ببطولته ربة الصون و العفاف "مروة أما نعيمة... و فى رواية أخرى مروة إنت مبتعرفش"

_____________________________________

-6-

فى يوم ما ... لا أذكر متى على وجه التحديد ...

كانت امى تعد طعام الغداء ... فقررت ان أساعدها .... و كانت تعضج اللحم المفروم لصنع السمبوسك ...

و وكلت إلىّ مهمة حشو السمبوسك باللحم .... ثم قليه فى الزيت و هى لمن لا خبرة لهم بالمطبخ مهمة صعبة نوعاً ما و تحتاج لمجهود و خبرة خارقة

قمت بتنفيذ السمبوسك و اتممت العملية بنجاح ...

فى ذلك اليوم حضرت إحدى صديقات أختاى التوءمتان ...

و اقنعتها أمى بتناول الغداء لدينا ...

بعد ان انتهو من الغداء وجدت الفاتة تقول لأمى بكل لطف :"أنا بحب أوى أكلك يا طنط ... و خصوصاً السمبوسك"

لا أدرى لمَ تصبح أمى عصبية كلما ذكرت تلك الفتاة أمامها

___________________________________

-7-

فى الصيف الماضى ... ذهبنا لقضاء يومين بقرية السليمانية ... قبل بداية العام الدراسة بقليل

و كانت معنا عمتى و ابنتها ...

فقام أبى بحجز غرفتين ....

و كان من نصيبى ان أبقى مع عمتى فى غرفتها ....

نمنا و استيقظنا فى صباح اليوم التالى .... على صوت طرق الباب ...

كانت امى هى الطارق ...

فتحت لها الباب و عدت لإكمال نومى ...

أخذت تتحدث مع عمتى و كأنهما لم يريا يعضهما منذ سنين

و فجأة وجدت صوت أمى يعلو , يقترب منى لأجدها تشير إلى "التكييف" قائلة:"اشمعنى إنتو تكيفكم بيبرد و شغال كويس ده إحنا تكييفنا مش راضى يشتغل من إمبارح "

فجأة أعلن التكييف اعتراضه بكل صراحة و ...."فصل لوحده"
________________________________
-8-

لأنى كثيرة الإنشغال "و محدش يقولى مشغولة إزاى و إنتى فاتحة الكمبيورت و قاعدة تكتبيلنا قصص مقرفة ... علشان هكبسه و أقوله إن عندى اجازة لمدة 8 أيام ... و بالمناسبة كل سنة و أنتم طيبين و ينعاد عليكم بالخيرو الــــ ... إحم نرجع لموضوعنا "

فلا أستعمل الهاتف إلا قليلاً ... 
و قررت أنا و صديقتى أن نستعيض عن الهاتف بالرسائل القصيرة على الجوال 

و يومياً نراسل بعضنا بعضاً عن طريق الرسائل .... لكى نعرف أخبار بعضنا ... و لكى نطمئن على أحوال بعضنا 

و غالباً ما تنقلب هذه الرسائل إلى رسائل حب و غرام "و كأننا نستعين على الحرمان العاطفى بسبب عدم وجود بوى فريند لكل منا عن طريق هذه الرسائل"

فى يوم ما وجدت رسالة منها مكتوب بها أغنية لمحمد حماقى تقول "أنا جايلك و ناويها و بخبط عالباب** ... هتعملى إيه ؟"
فكان ردى عليها كالتالى "ماما قافلة بالمفتاح "

_________________________
** حتى الآن لم أستمع إلى هذه الأغنية و لست متأكدة من كلماتها


________________________________

الحكايات المنشورة اعلاه لا تعبر بالضرورة عن حدوثها بالفعل ... و أى تشابه فى الأحداث أو الأسماء فهو مقصود و متعمد